السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أول من نزل على قلبه القرآن الكريم
فكان هدى ورحمة للعالمين ونورا يهتدى به إلى يوم الدين
وعلى آله وصحبه وسلم أتم التسليم .....
أخواتى الحبيبات ....الأمهات الغاليات
وصانعات جيل القرآن
من أعظم ما يشغل المرء به نفسه كتاب الله عز وجل قراءة وحفظا وتفسيرا وفهما وهنا تبرز مسؤولية الأم فى تعويد وتنشئة أطفالها على حفظ كتاب الله عز وجل وحفظه وتعلمه وفهمه والعمل به والتخلق بأخلاقه العظيمة......
ومن خلال عملى كمحفظة للأطفال وتعاملى مع الأطفال سأسرد لكم نصائح لتساعدكم فى تحفيظ أطفالكم القرآن الكريم
وسأبدا معكن أخواتى بالأعمار الصغيرة
مــــن
::عمر الرابعة إلى عمر السادسة::
أولا إختيار العمر المناسب وهو تقريبا من سن الرابعة حتى يعتاد الحفظ وحب القرآن وحتى تكون مخارج الحروف عنده جيدة إبدأى معه بالسور القصيرة وسهلى له المعانى بصورة تتناسب مع إدراكه وسرد القصص القرآنى بما يتناسب مع عمره أيضا بصورة مشوقة ....
التلقين
لقنيه الآية وكرريها حتى يتعلمها واجلسى قريبا منه وركزى على عينيه وإذا أخطأ النطق بحرف علميه نطق الحرف وركزى ولا تيأسى إن لم ينطقه صحيحا أشيرى إلى مكان خروج الحرف حتى يتعلمه بصورة صحيحة
لا مكان لكلمة لا أستطيع الحفظ....
الصبر وعدم الإستعجال فى الحفظ وعدم الملل عندما لا تجديه حافظ للسورة عاودى الحفظ وجددى له الأسلوب فمرة أسردى له قصة قولى اليوم ما فى حفظ سأسرد لك قصة ومع ذلك حفظيه ولو ثلاث آيات والمرة القادمة أرسمى له ما فى السورة من قصص .... وحتما ستتحسن ملكة الحفظ عنده وستفرحين بإنجازك وحفظ صغيرك وحتى لو تحرك (أنا طبعا أتكلم عن الأعمار الصغيرة) دعيه يتحرك لأنه مع الحركة واللعب سيستوعب لأنها طبيعة فى الأطفال ولا أحد يستطيع تغيرها مع إخباره وأنتِ تفسرين له الآيات أن الله عز وجل يحب الأطفال المؤدبين الجالسين فى مكانهم يستمعوا القرآن وسيدخلهم الجنة يوم القيامة وقولى له أن الجنة جميلة جدا وفيها كل شئ تتمناه وستجدى أنه أنصت وأصبح يحب الحفظ
ومن أهم الأمور التى أركز عليها جيدا مخارج الحروف لكل الأعمار ولأننى أخذت الإجازة فطبعا قرأت القرآن كاملا على شيخة أجازتنى لابد أن أنقل هذا العلم وخير ما أنقله لأطفال فى بداية حياتهم سينشئون وهم ينطقون بحروف القرآن كما أنزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم وطبعا القرآن لغته عربية فهو حتما سيصحح النطق لدى أطفالكم فسبحان من أنزل القرآن نورا وهدى وإعجازه لا ينتهى أبدا ....
المكافاءة تفيد فى بعض الأحيان وليس فى كل الأحيان ؟؟
المكافاءة جيدة ولكن لا تربطوا بين حفظ كتاب الله وقطعة الحلوى مثلا اربطوا بين أجر الله عز وجل وحفظ القرآن مثلا قولى له الله عز وجل فرحان لأنك تقرأ القرآن والملائكة بيكتبوا حسنات لك ياه ما أكثر حسناتك .....ومع ذلك لا مانع من هدية كل فترة حتى يتشجعوا على الحفظ ويداوموا عليه
للأطفال الأكبر سنا
يعنى من سن السابعة إلى ما فوق
أستعمل نفس الطريقة التى ذكرتها ولكن أبدأ بالمعاقبة إذا تحرك من مكانه أو لم يحفظ أو يكون مشغول فى شئ ما وليس عقاب بمعنى عقاب يعنى أقول لهم أننى زعلانه وبمنطلق أنهم يحبوننى لا يطيقون رؤيتى زعلانة أو أعلى صوتى قليلا حتى يهابوا ... ولكن ليس فى كل الأحيان بعض المرات أعمل نفسى لم أرَ حتى لا ينفر الطفل ويكره الحفظ يعنى إعرفى كيف تختارى الوقت ....
الأطفال الأكبر عمرا لو نبدأ معهم من أول جزء عمّ مع الشرح للكلمات والآيات وتبسيط المعانى ونبدأ بخمس آيات نكررهم حتى يحفظوها ولا مانع من بعض الإبتسامات والقصص أيضا تكون فى صلب الموضوع....
أيضا لا مكان لكلمة لا أستطيع الحفظ....
كنت عندما أسأل الطالبة هل تحفظين السورة تقول لا ...أقول لا بل تحفظين سأسمع لكِ السورة وأبدأ معها بأول كلمة وسرعان ما تقرأ السورة يعنى التشجيع وعدم الغضب والصبر والحب كل هذا سيأتى ثماره ولو بعد حين
نصائح
لا تهملى الدعاء فدائما ادعى لأطفالك أن يكونوا من حفظة كتاب الله عز وجل وكلنا يعرف قصص لعظماء كان دعاء والدتهم سببا عظيما فى حفظهم لكتاب الله عز وجل ومنهم الشيخ السديس عندما كانت أمه تدعو له أن يصبح إمام للحرم
وياليت تخصيين للأطفال مصحف خاص يقرأ منه ومفكرة صغيرة لكتابة ما حفظ ومستواه أيضا وإذا كان أكثر من طفل فى العائلة فيا حبذا لو خصصتى لكل طفل نصف ساعة حتى يحفظ بصورة مستقلة ولا يشوشوا على بعض وأن نشجعهم أمام جداتهم وأقاربهم بأن ندعوهم لقراءة ما حفظوا ولا مانع من مكافئتهم بحفلة صغيرة إذا حفظ الطفل جزء أو حزب فهذا الشئ يزيد تشجيعهم ....
وأختم بهذا الحديث ....
عن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول : َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا . فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا )[/CENTER]
رواه أحمد في "المسند" (394) وابن ماجه في "السنن" (3781) وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2829)
يقول السيوطي في شرح الحديث (2/1242) :
" ( كالرجل الشاحب ) قال السيوطي : هو المتغير اللون ، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا ، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة ."
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينإن وفقت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
للامانه منقول